صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

الشهيد المجاهد بلال إبراهيم الدرنوح

عصام البستاني


وينادي والد الشهيد قومي يا أم علي قومي واستقبلي بلال... قومي ها قد بلال ممدداً وعلى صدره إكليل غار، قومي وزغردي ها قد ضمنت لقاء الزهراء... ويعود الشهيد بلال الدرنوح ليؤذن في مسمع العالم بعدما توضأ بالدم الزاكي، ليؤذن فيوقظ الغافلين، ويعود بلال ووجهه ينير بشهادته ليبهر عيون النائمين... تدخل أم علي غرفتها فتصلي قبل أن تستقبل رفاق الشهيد شكراً لك يا إلهي على هذه الكرامة التي أعطيتنا إياها... وهنيئاً لك يا بلال فقد بصرت ما لم نبصره قبلك أو هو صالحين والشوق منعنا عن ذلك.

إنه الشهيد المجاهد بلال إبراهيم الدرنوح الذي أبصر النور في بيت سمته التواضع والالتزام والهدوء وفي بلدة تمنين التحتا البقاعية نشأ الشهيد البطل بلال، ولد الشهيد فارتسمت تباشير الفرح على وجه أبيه وانفرجت أسارير والدته، أنه صبي أنه من أنصار رسول الله أنه بلال سميته بلال... عرفت الفتى اليافع الذي لم يبلغ العشرين بعد حين كان يتردد إلى منزلنا يرافق أخي، وبعض الإخوة، كانوا يسهرون، ينامون، يتحدثون وأجالسهم وأنا أظن بأنني أرقى من مستواهم بفهم الأمور السياسية وما يدور حولنا لكن حين أسمع ما يتناقشون به وددت لو لم أجالسهم لأنني قرأت في وجه هؤلاء الشبان قسائم الثورة والاندفاع وفهم القضية وأبعادها فتأكدت أن هؤلاء هم شهداء بيننا يحكون لنا عن العالم الآخر وطريق الوصول إلى الله فنخجل ونجالسهم لنعيد الطمأنينة إلى قلوبنا.

والد الشهيد يقول عن شهادة ولده بلال، لم يذهب تهوراً ولا أخذته العاطفة إنما كان يخطط لشهادة أكبر من ذلك وروى والد الشهيد قصة عن بلال فقال: يوماً كان يرافقني فطلب أن أتركه يقود ففعلت وعلى الطريق أطلق للسيارة العنان فسألته لماذا؟ فقال إنني أجرب كيف يمكن أن أكون استشهادياً أفجر نفسي بالأعداء..

أما والدة الشهيد فقالت إنني راضية على الشهيد بلال كل الرضا، الفراق صعب إنما هو في الجنان وليس أشرف من هذا الطريق الذي قضى في سبيله ولدي استشهد بالطائرات الصهيونية ولم يقتل وهو يسرق أو يشبِّح أو في حرب داخلية. وأعلمتنا بأنها كانت تهيئ لابنها أغراضه قبل ذهابه إلى دورة أو إلى مرابطة وكانت تعلم أنها تهيئ له ثياب المنية وهل تدع أمهات الشهداء يحظين بصحبة الزهراء وزينب عليهما السلام وهي لا؟!!

* ومن وصية الشهيد المجاهد بلال الدرنوح:
أبي، أمي، إخوتي، أخواتي..
رضاكم هو زوّادتي، وسبيلي لرضى الله، أعلم يا أمي أنك ستشتاقين لي لكن شوقي إلى الله أكبر ولأبرَّكما يا والديَّ سرت في درب الشهادة، مجاهداً في سبيل الله كي أكون شفيعاً لكما في الآخرة بين يدي الله وأهل بيت النبوة عليهم السلام.

 أصدقائي وأهلي لا تتركوا خط الإمام الخميني مهما تآمر المتآمرون ومهما قلّ أنصاره أو كثروا فهو طريق النجاة لأنه طريق الله.
أحبائي كونوا قدوة للآخرين وأطيعوا أمر ولي أمر المسلمين وكونوا جنداً في خط حزب الله بقيادة أمينة العام سماحة السيد حسن نصر الله حفظه المولى.
أخوكم وابنكم الشهيد بلال الدرنوح

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع