صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

أدب ولغة: كشكول الأدب

فيصل الأشمر

* أخطاء شائعة

الكائن: يُقال: ذهبت إلى بيته الكائن في شارع كذا... والصواب أن يُقال: ذهبت إلى بيته في شارع كذا... لأنَّ كلمة (الكائن) حشو لا مسوّغ لوجوده.

الكأس: يُقال: ملأ الكأس الفارغة والصواب: ملأ القدح الفارغ أو الزجاجة الفارغة لأنَّ ابن الأعرابي قال: "لا تُسمّى الكأس كأساً إلّا وفيها الشراب".

تكاليف: يُقال: بلَغَت تكاليف الطعام مبلغ كذا والصواب: بلغ ثمن الطعام. أمّا التكاليف فهي جمع تكليف أو تكلفة بمعنى المشقّة والعسر.

حوالي: كلمة حوالي لا يجب أن تُستعمل إلّا عند الدلالة على الوقت: فيُقال: حوالي الساعة العاشرة، حوالي الخامسة، ولكن لا يجوز قول: حوالي أربعة أشخاص أو حوالي أربعين قتيلاً مثلاً، بل يجب استعمال لفظة "نحو"، مثلاً: نحو أربعين شخصاً، نحو خمسين مليون دولار، إلخ!. أما حوالي مليون دولار، أو حوالي تسعة أشخاص، فخطأ.

* من الشعر العربي

قال الشاعر المصريّ الراحل محمود غنيم:

إنِّـي تذكَّـرتُ والذِّكـرَى مُؤرِّقَـةٌ
مجـداً تليـداً بأيدينـا أضعنـاهُ

أَنَّى اتَّجهتَ إلى الإسـلامِ في بلَـدٍ
تجـدهُ كالطيـرِ مقصوصاً جناحاهُ

كـم صرَّفتنـا يـدٌ كُنَّـا نُصرِّفُهـا
وبـاتَ يملِكُنـا شعـبٌ ملكنـاهُ

استرشـدَ الغـربُ بالماضي فأرشـدَهُ
ونحنُ كـان لنا مـاضٍ نسيناهُ

إنَّـا مشينـا وراءَ الغـربِ نقبِسُ مِـن
ضيائِـهِ فأصابتنـا شظايـاهُ

باللهِ سَلْ خلفَ بحرِ الرُّومِ عن عـربٍ
بالأمسِ كانوا هُنا واليومَ قد تاهُوا

محمود غنيم (1901 - 1972) شاعر مصريّ ولد في قرية مليج التابعة لمحافظة المنوفيّة بمصر. جمع "محمود غنيم" أشعاره ونَشَرها في دواوين، وكان قد جمع ديوانه الأوّل وهو "صرخة في واد" عام 1947م، وتقدَّم به لأول مسابقة شعريّة يُعدّها مجمع اللّغة العربيّة بالقاهرة، ففاز بالجائزة الأولى.

أما ديوانه الثاني فكان بعنوان: "في ظلال الثورة"، وقد جمعه ممّا كان ينشره في الصحف والمجلّات في المناسبات المتعدّدة، ونال عنه جائزة الدولة التشجيعيّة عام 1963م.

* اسمٌ ومعنى

أُسامَةُ:
من أَسماء الأَسد، لا يَنْصرِف ولا تدخل عليه أل التعريف. و"أُسامة" اسم رجل، وتسمّى المرأة أيضاً "أسامة".

* من النثر العربي

طه حسين ( 1889 - 1973م) أديب وناقد مصري، لُقّب بعميد الأدب العربي. من أشهر كتبه: "الأيام" الذي نشر عام 1929 وهو سيرته الذاتيّة. ومن نصوص هذا الكتاب اخترنا ما يلي:

أقبل اليوم المشهود وسيذهب الصبيّ بعد درس الفقه إلى الامتحان في حفظ القرآن لينتسب إلى الأزهر رسمياً، وهناك دعاه أحد الممتحنين بقوله: "أقبل يا أعمى"! ثم صرفه بقوله: "انصرف يا أعمى فتح الله عليك". ونجح في الامتحان لكنّ طريقة الممتحن في استدعائه وصرفه تركت أبلغ الأثر في نفسه.

أذن الله لوحدته أن تنتهي بوصول ابن خالته الذي كان رفيقه في القرية ليتعلَّم هو أيضاً في الأزهر، فكانا يلهوان معاً ويقرآن معاً. ومضت الأيام وأقبلت الإجازة.. وسافر الصبيّ إلى قريته (...) ثم عاد إلى القاهرة واطّردت حياته في ذلك العامّ متشابهة لا جديد فيها إلّا ما كان يفيده من العلم كلما أمعن في الدرس. وكان يجادل الشيوخ كثيراً ويناقشهم في كلّ ما يقولونه ولا يتقبَّل أيّة كلمة ما لم يكن مقتنعاً بها تماماً. ثم بدأ يميل لدرس الأدب فحفظ مع أخيه معلَّقة امرئ القيس وطَرفة وعشر مقامات من مقامات الحريري وبعض خطب الإمام عليّ من كتاب نهج البلاغة وبعض مقامات الهمذانيّ والكثير من ديوان الحماسة.

وبدأ يحضر درساً لقراءة المفصل للزمخشريّ في النحو على يد الشيخ المرصفيّ فأحبَّ شيخه هذا وكلف به ولزمه منذ ذلك الوقت يحفظ كلامه ويعي رأيه ويؤثر درسه على غيره واختصَّه الشيخ بمودَّته مع اثنين من زملائه اللّذين توطّدت علاقته بهما.

(...) ومرَّت السنوات والفتى يذهب إلى الأزهر حزيناً ويعود حزيناً لشدَّة الملل الذي اعتراه منه حتى أُنشئت الجامعة فأقبل عليها وانتسب إليها فوجد للحياة طعماً جديداً، وأصبح لا يذهب إلى الأزهر إلّا مرّة في الأسبوع أو الأسبوعين.

* من ذخائر الأدب

"أدب الكاتب" للدينوري

هو أبو محمّد عبد الله بن عبد المجيد بن مسلم بن قتيبة الدينوري (828م - 889م).

أديب، فقيه، محدّث، مؤرّخ عربيّ. له العديد من المصنّفات أشهرها: عيون الأخبار، وأدب الكاتب وغيرهما.

وأدب الكاتب، أو أدب الكتّاب، عُدّ من بين الأصول والأركان الأساسيّة لعلم الأدب والبلاغة والبيان. كما أكّد ذلك ابن خلدون بقوله:

"وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أنّ أصول هذا الفنّ وأركانه أربعة دواوين وهي: "أدب الكتّاب" لابن قتيبة، وكتاب "الكامل" للمبرّد، وكتاب "البيان والتبيين" للجاحظ، وكتاب "النوادر" لأبي عليّ القالي، وما سوى هذه الأربعة فتبع لها، وفروع عنها".

وقد عُني العلماء بكتاب (أدب الكاتب) أشدّ العناية نظراً إلى أهميّته، واشتماله على أغلب ما يحتاج إليه مَنْ يريد أن يتلقّى أدب الكتابة.

* من غريب القرآن الكريم

الخَبْتُ: المطمئنّ من الأرض، وأَخْبَتَ الرّجل: قصد الخبت، أو نزله، ثمّ استعمل الإخبات استعمال اللّين والتّواضع، قال الله تعالى: ﴿وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ (هود: 23)، وقال تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (الحج: 34)، أي: المتواضعين، نحو: ﴿لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ (الأعراف: 206)، وقوله تعالى: ﴿فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ (الحج: 54)، أي: تلين وتخشع، والإخبات ها هنا قريب من الهبوط في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ (البقرة: 74).

أضيف في: | عدد المشاهدات: