نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

وصية شهيد: الشهيد حسين علي نعمة(*)



يقول الله في مُحكم كتابه الكريم: بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا (العنكبوت: 69). ﴿وَإِنَّ الله عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (الحج: 39).


إخوتي في درب الجهاد، أيُّها المجاهدون الأبطال الأحرار: أوصيكم بالثبات على درب الشهداء، وحفظ دمائهم ونهجهم، نهج الحسين عليه السلام، نهج: "الموتُ أولى من العار"، و"هيهات منّا الذلة".

*أخوتي المجاهدين
أُوصيكم بلزوم الجهاد؛ لأنَّ "الجهاد بابٌ من أبواب الجنة فتحهُ الله لخاصة أوليائه"(1) ومواليه، فاسلكوا إخوتي درب الجهاد ولازموه، فإنه والله دربٌ يوصِل إلى إحدى الحسنيين، إما النصر وإما الشهادة، إن كان لا بُدَّ من الموت، وإنهُ كما قال الإمام الحسين عليه السلام في طريقه إلى كربلاء: "لقد خُطّ الموت على ابن آدم، كخطّ القلادة على جِيدِ الفتاة"(2). فليكن الموت المُشرِّف.

إخوتي الأعزاء: كونوا كأصحاب الإمام الحسين عليه السلام، كزُهير، وحبيب، وابن عوسجة، وقولوا كما قالوا له يوم الطفّ: "سيدنا لو أننا قُطّعنا، ثم أُحرقنا، ثم عُدنا أحياء، وعادوا وقطّعونا وأحرقونا لا نحيدُ عن درب الشهادة لا والله، ولو فعلوا بنا هذا ألف مرةٍ ومرّة، وكيف نحيد، وما هي إلّا ميتة واحدة، وساعةٌ واحدة ونلاقي بها جدَّكَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم"(3)؟

*السلام على الحسين عليه السلام
أسأل الله، إخواني، أن يثبِّت لنا أقدامنا، ويُنصرنا، ويشفي قلوبنا بعزةٍ منه، وأن يجعلنا وإياكم، ويجعلني معكم ممن قال الله فيهم، أيضاً، في مُحكم كتابه الكريم: بسم الله الرَّحمن الرَّحيم ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (الأحزاب: 23) صدق الله العليُّ العظيم.

"السَّلام على الحسين، وعلى عليّ بن الحسين، وعلى أولاد الحسين" وعلى العباس وزينب إخوة الحسين عليه السلام، وعلى أصحاب الحسين عليه السلام، السَّلام على الشهداء في كربلاء، السَّلام على شُهدائنا في المقاومة الإسلامية، السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*أبي، أمي، زوجتي
أبي، أمي: كنت أودّ لو أنكما حيَّان تعيشان معي، وكنت أودُّ أن أُسمعكما ما في خاطري من وصيَّة لكما، لكنَّ الله (عزّ وجل) قد جعلكما من السابقين إلى رحمته، فأسأل الله (سبحانه وتعالى) أن يجعلكما من الفائزين برضوانه، وأن يُسكنكما فسيح جنّاته.

زوجتي العزيزة، إن كان لا بُدّ من وصيَّةٍ لكِ فهي أن تبقي زينبية صابرة، فإني والله ما عهدتكِ إلّا زينبية حيدرية صابرة.

زوجتي: احفظي ليَ الأولاد من بعدي، وساعديهم على المضيِّ في دربي، درب الشهادة، وعلّميهم حبَّ الحسين عليه السلام فإن لحبّهِ حرارةً في قلوب المؤمنين، وفي قلوب المجاهدين، لن تنطفئ أبداً. وكوني ممن واسوا ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة الزهراء عليها السلام بولدها الحسين عليه السلام، وكوني أُمّاً لشهداء يُلاقونكِ يوم القيامة، ويأخذون بيدكِ إلى رضوان الله (تعالى)، وجنةٍ تجري من تحتها الأنهار.

*أولادي الأعزّاء
أولادي الأعزاء: ليس هناك من شيءٍ أقوله لكم، سوى أن تتقوا الله، وتمضوا في طريق الله، وهو طريق الصراط المستقيم. أوصيكم بالصلاة فهي عمود الدين، وبها يقبل عمل المؤمنين، واعتنوا بشرطها وشروطها؛ وحبُّ النبي محمدٍ وآله الطاهرين شرطٌ من شروطها.

أوصيكم بتقوى الله وبرِّ الوالدين، برِّ الأم بطاعتها ورضاها، وبرِّ الأب بصالح أعمالكم.

*أوصيكم بالدعاء
أولادي الأعزاء، إني والله لا أملك لكم إلّا الدعاء لله (سبحانه وتعالى) أن يُنوِّرَ قلوبكم لحبِّ محمد وآل محمد، وأن يُحييكم محيَا مُحمّد وآل مُحمّد، وأن يُنبتكم نبات مُحمّد وآل مُحمّد، وأن يُميتكم ممات محمد وآل بيت محمد، فهم والله "سفينةُ النجاة" إلى الله، بحُبهم يُثبت قلوب المؤمنين، وببغضهم يختم الله على قلوب المنافقين.

أوصيكم بالدعاء فإنه العروجُ بالروح إلى الله، وصلة الوصل التي تتكلَّم بها جوارح المؤمنين مع الله، وتخشع بها قلوبهم.


(*) وصية بصوت الشهيد، استشهد بتاريخ 9/6/2013م، دفاعاً عن المقدّسات.
1- نهج البلاغة، خطبة (27).
2- ورد: "خطَّ الموت على وُلد آدم، مخطَّ القلادة على جيد الفتاة". انظر: مثير الأحزان، ابن نما الحلي، ص29.
3- ورد عن مسلم بن عوسجة: "... والله لو علمت أني أقتل ثم أحيا ثم أحرق ثم أحيا ثم أذرى، يفعل ذلك بي سبعين مرة ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك فكيف لا أفعل ذلك، وإنما هي قتلة واحدة ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبداً". انظر: الإرشاد، الشيخ المفيد، ج2، ص92.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع