نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

في رحاب بقية الله: النظام التربوي في المجتمع المهدوي(5)

غلام رضا صالحي

* في وظائف الإنسان تجاه الطبيعة
الإنسان، في النظام التربوي المهدوي، مسؤول عن الطبيعة والمحيط البيئي. وقد رسم، هذا النظام، للإنسان مجموعة من الأهداف التربويّة الخاصّة.
ويمكن، بشكل عام، الإطلالة على هدفين أساسيّين هما:

1. معرفة الطبيعة:
ما لم يعرف الإنسان الأمور الموجودة من حوله والتي هو على علاقة وثيقة بها كالأرض والسماء والبحر...، لن يتمكّن من التعامل معها والاستفادة منها. والعلم، اليوم، يبدي اهتماماً بمعرفة البيئة والقوانين الحاكمة عليها. فالإسلام لا يهدف إلى الاستفادة والتلذّذ من الطبيعة فقط، ولا يهدف إلى عمارة الحياة الدنيوية فقط، بل يعتبر ذلك مقدّمة لمعرفة الله ومعرفة قدرة الإنسان على التغلّب على الطبيعة والاستفادة منها. والقرآن الكريم يدعو لمعرفة الطبيعة: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ الله مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (البقرة: 164).

يَعتبر النظام التربوي المهدوي أنّ زيادة معرفة الإنسان بالعالم والطبيعة، تؤدّي إلى معرفة الله والقدرة الإلهية، فيزداد الحضور في المجتمع وتزداد القدرة على المسير نحو القرب الإلهي. يقول الإمام علي عليه السلام حول معرفة الطبيعة والاستفادة منها في عصر الظهور: "... وتخرج له الأرض أفاليذ كبدها وتلقي إليه سلماً مقاليدها"(1).

2. كيفية الاستفادة المناسبة من الطبيعة:
من جملة الأصول التي يجب على البشر رعايتها في التعامل مع الطبيعة، الاستفادة الصحيحة والمشروعة من النعَم الإلهية الكبيرة. ممّا لا شك فيه أن الاستفادة غير الصحيحة والإفراط والتفريط في التعامل معها، يؤدي إلى ضياع الثروات الإلهية وحرمان الآخرين منها، لذلك أوصى الإسلام بالاستفادة الصحيحة والهادفة من النعم الإلهية، وشكر المنعم على ما أعطى وعدم الإسراف في الاستفادة منها. جاء في القرآن الكريم: ﴿كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (البقرة: 60).

في النظام التربوي المهدوي يصل الناس إلى مستوى علمي ومعنوي يمكنهم بعد معرفة الطبيعة من: عمران الأرض، والاستفادة المعقولة والمشروعة والعادلة منها، والاستفادة من النعم الطبيعية في سبيل رفاه البشر والوصول إلى القرب الإلهي.

جاء عن الإمام الباقر عليه السلام حول عمارة الطبيعة والاستفادة الصحيحة منها في زمان الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف: "فلا يبقى في الأرض خراب إلّا عُمِّر..."(2). ويشير الإمام عليه السلام في حديث آخر إلى استفادة البشر من المصادر الطبيعية: "فإنه (الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف) يقسم بالسوية ويعدل في خلق الرحمن البرّ منهم والفاجر..."(3).

*النتيجة
بناءً على ما تقدّم من أهداف تربوية في النظام المهدوي، يمكن ذكر النتائج الآتية:

1. النظام التربوي المهدوي ذو أهداف واضحة وهي مقتبسة من تعاليم القرآن الكريم.

2. بناءً على أبعاد علاقات الإنسان المختلفة، يمكن دراسة الأهداف التربوية في علاقة الإنسان مع الله ونفسه والآخرين والطبيعة.

3. الأهداف التربوية الأساسية لعلاقة الإنسان مع الله هي: معرفة الله، اكتساب الإيمان والتقوى وازدياد روح العبودية والشكر.

4. من جملة الأهداف التربوية لعلاقة الإنسان مع نفسه: اكتساب المعرفة، اكتساب الفضائل الأخلاقية، الاهتمام بالبعدين الجسدي والروحي.


1.نهج البلاغة، خطبة (138).
2.الوافي، الكاشاني، ج2، ص466.
3.وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج9، ص282.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع