إلى الأذلاّء الموقّعين على اتفاقِ الثالث عشر من أيلول الخياني في واشنطن، وإلى الخونةِ المصدّقين عليه بدماءِ الشرفاءِ تحتَ جسر المطار في اليوم نفسِه:
عز النصيرُ ومات الحُرّ يا عَرَبُ | فوقَ البسيطةِ أضحى يرتعُ الكذبُ |
أين الشّعارُ؟ وأين القدسُ يا نَذلا؟ | أين الجهادُ؟ وأنّى تنجلي الكُرَبُ؟ |
كلّ الوجوهِ هذا اليومَ سافرةٌ | أين السّراةُ؟ هل في دربهم تعبوا؟ |
أين العزيزُ يا شُذاذ ساحتنا؟ | أين الأباة والأحرارُ والنجبُ؟ |
أينَ الحكومةُ تحمي لنا بلداً؟ | ترعى الزمامَ ويُرجى عندها الطلبُ |
رَفْضاً لِذُلّ قالوا اليومَ في عَلَن | وفي الخفاءِ نحو الصّلخ قد وثبوا |
يا للدهاء، فالسكينُ قد ذَبَحتْ | حتى الوريدِ، والأحرار قد عَقَبوا |
حتّى الدماءُ ذاك اليوم تلعنهم | حتى القلوبُ والأنفاسُ والخُطَبُ |
تلك النفوسُ يومَ الغدر قد رَصَفتْ | كلّ الطريق، وكلّ الشعبِ قد نَكَبُوا |
ولو سأَلْتَ عن المذبوح يا أسَفا | تُنبيك شيحينا أنّ العزّ يَنْتحِبُ |
إنّ السجونَ تعطي الحر مفخرةً | أرضُ الخيام فيها الدمعُ ينسكبُ |
كلّ العيونِ تبكي عندما عرفت | إنّ الآباءَ وأنّ الفخر قد رَعَبُوا |
إن الخدورَ ذاك اليوم قد سُلِبتْ | ثوبَ الخباءِ، أمّا الطهر ما سَلَبُوا |
مهما الحقودُ يري حولنا شَرَكاً | يبغي الوقيعةَ حتى تصعد السّحُبُ |
نبقى الأباة ونرضى الموتَ في أنَف | نحمي الديارَ، ونبقى حيث هم هربوا |
حيث المفاخرُ تحكي لنا قصصاً | إنّ الشموخَ وإنّ العزّ يَنْتَصِبُ |
حيث البقاءُ لحزب الله يكتبه | دمُ الأباةِ تحتَ الجسرِ يَنْسَكِبُ |