نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

مصباح الولاية: الإخلاص


لا شك أن للإخلاص والنية الصادقة موقعاً عظيماً في التعاليم الإسلامية، كيف لا وقد جعلت النية من العمل بمنزلة الروح من الجسد. وكم من عامل زين له سوء عمله فرآه حسناً وهو عند اللَّه لا شيء، قال تعالى: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا.
فمن هو المخلص، وما هي بعض ميزاته ومظاهره كما تدل عليها الروايات الشريفة؟


1- من هو المخلص:

إن الإنسان المخلص هو ذلك الشخص الذي لا يوجد لديه دافع في عمله سوى ابتغاء مرضاة اللَّه ويكون مخلصاً بعيداً عن عبادة الأوثان، فعن الصادق عليه الصلاة و السلام في قول اللَّه عز وجل "حنيفاً مسلماً" قال: "خالصاً مخلصاً ليس فيه شيء من عبادة الأوثان" ولفظ الأوثان ليس مقصوراً على تلك الأحجار والأصنام بل هو كل نية غير نية القربة للَّه مشاركة لها، وحتى ولو بدت للعامل عديمة الأهمية، ويلزم الاحتراز هنا من الرياء عمدة الشرك لأنه أخفى من دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء كما جاء في الحديث وهو يظهر مدى صعوبة تشخيص الشرك الخفي وصعوبة تنقية الأعمال من الشوائب التي تتعرض لها.

2- ميزة الإخلاص:

إن الحد الفاصل بين الأعمال المشوبة والخالصة هو القدرة على تمييز الحسنات من السيئات، فإن كل عمل حسن فهو لا ريب للَّه، وكل عمل سيء فهو للشيطان فعن الباقر عليه السلام إنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " يا أيها الناس إنما هو اللَّه والشيطان، والحق والباطل، والهدى، والضلالة والرشد والغي، والعاجلة والآجلة والعاقبة، والحسنات والسيئات، فما كان من حسنات فلله وما كان من سيئات فللشيطان لعنه اللَّه".
فلا شك بأن الحق لا يصدر إلا عن الحق ومرجعه اللَّه لأن فاقد الشيء لا يعطيه وكذا بالنسبة للرشد فإنه لا يصدر إلا عن رشيد، أما الضلالة والغي والسيئات فهي من مميزات السافل الدنيء وأبرز مثال له إبليس اللعين كما أوضح ذلك الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث.

3- مظاهر الإخلاص:

إن من تجليات الإخلاص على النفوس الإنسانية بروز مظاهر الحكمة في القلب وجريانها على اللسان، ففي الحديث "من أخلص للَّه أربعين صباحاً جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه"، فتجليات الإخلاص ليست فقط أخروية بل نتائجه أسرع ما تظهر في الدنيا والحديث أفضل شاهد وأكمل مبلّغ ونظيره ما وعد به المخلص بعبادته ودعائه للَّه فقد قال أمير المؤمنين عليه السلام: "طوبى لمن أخلص للَّه العبادة والدعاء" فالخير كل الخير للمتوجه توجهاً كلياً في عبادته ودعائه لله، ولا يشغل قلبه بما ترى عيناه ولا ينسى ذكر اللَّه بما تسمع أذناه ولا يحزن صدره بما أعطي غيره.

4- العمل الخالص:

وإن كنّا قد استوفينا بإيجاز بيان ميزة العمل الخالص في النقاط السابقة ولكننا نذكر له هنا أساساً خاصاً به وهو عدم توقع الجزاء والشكر من الناس إزاء ما تؤديه من الخدمات والطاعات، لأن توقعهما ينمّ عن تعلق لا زال راسخاً في القلب بحب الظهور، ومنافاته للخلوص لا تحتاج إلى بيان، عن الصادق عليه السلام في تعريفه للعمل الخالص أنه قال: "العمل الخالص، الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا اللَّه عز وجل والنية أفضل من العمل، إلا وأنَّ النية هي العمل، ثم تلا قوله تعالى: ﴿قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً يعني على نيته وهنا لا بد من التنبيه على أن "الإبقاء على العمل أشد من العمل" كما في الحديث، فالعمل الخالص يُكتب سراً فإذا ذكره فاعله كُتِبَ له رياء وضاع أجره نعوذ باللَّه.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع