نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

كشكول الأدب

فيصل الأشمر

*دليل الحروف
الألف في الأسماء الأعجمية: تُكتب الألف في أواخر الأسماء الأعجمية ممدودة، مثل: طنطا - فرنسا - حيفا، ما عدا خمسة أسماء وهي: موسى - عيسى - متّى - كسرى - بُخارى. أما ألف "موسيقى" الأعجمية المعربة فالقياس يقتضي كتابتها ممدودة، وهي تُكتب كذلك، لكن معظم الكتّاب في بعض البلاد العربية يكتبونها مقصورة.

*اسمٌ ومعنى
غيث: الغَيْثُ: مطر غزير يجلب الخير. قال الله تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا (الشورى: 28). ويطلق الاسم مجازاً على السَّماءِ والغيم والعشب.

*نكتة نحويّة
- قال أحد النحاة: رأيت رجلاً ضريراً يسأل الناس يقول: ضعيفاً مسكيناً فقيراً... فقلت له: يا هذا علام نصبت (ضعيفاً مسكيناً فقيراً)؟؟ فقال: بإضمار "ارحموا". قال النحوي: فأخرجت كل ما معي من نقود وأعطيته إياه فرحاً بما قال.

*أخطاء شائعة
- سواء: يقال: سواء عليهم أحضرت أو غبت أنت في البال. والصحيح أن يقال: سواء عليهم أحضرت أم غبت، لأنه إذا جاءت همزة التسوية بعد "سواء" لا بد من "أم" مع الفعلين. أما إذا جاء بعد "سواء" فعلان دون همزة التسوية عطف الثاني على الأول بـ"أو"، فيقال: سواء عليهم حضرت أو غبت. وأخيراً إذا جاءت همزة التسوية بعد "سواء" لا بد من "أم" مع الاسمين، فيقال: سواء عليهم أزيد حضر أم عمرو.

- ائتمروا: يقال: ائتمروا عليه ليقتلوه، بمعنى تشاوروا على قتله، والصحيح أن يقال: ائتمروا به. قال تعالى في الآية 20 من سورة القصص: ﴿وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ.

- أم: يقال في السؤال: هل جاء فلان أو فلان؟ والصحيح أن يقال: هل جاء فلان أم فلان؟ إذ لا تستعمل "أو" بعد أداة الاستفهام "هل" وهمزة الاستفهام "أ". قال تعالى في الآية 109 من سورة الأنبياء: ﴿وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ.

*الأجوبة المسكتة
- كان الشاعر المصري حافظ إبراهيم جالساً وحده على كرسيّ في حديقة، وأقبل صديقه الأديب عبد العزيز البشري، فلما وصل قال: حافظ؟ والله من بعيد حسبتك امرأة! فأجاب حافظ: كلانا نظره ضعيف وأنا من بعيد حسبتك رجلاً!

*من النثر العربي
من النصوص النثرية للأديب المصري الراحل طه حسين:
في بلادنا أغنياء كثيرون، ولكنّ معظمهم أشدّ بؤساً من الفقراء المعوزين، لأنّهم لا يفقهون الثروة ولا يقدّرونها، ولا يفهمون ما ينبغي أن توجِد هذه الثروة من صلة بينهم وبين مواطنيهم، هم أغنياء، وكلّ حظّهم من ثروتهم أن يأكلوا كثيراً، ويستمتعوا بلذّات ماديّة لا تتجـاوز الحـسّ إلى القلب أو إلى العقل، ثروتهم مقصورة على أجسامهم, فإن وصلت إلى نفوسهم فهي لا تمسّ إلّا موضع الضعف والغرور، لكنّها لا تمسّ الذكاء، ولا تمسّ عاطفة الرّحمة بالبائس، إنّهم لا ينتفعون بثرائهم بعد موتهم، هم لا يملكـون الثروة وإنّما يحملونها على ظهورهم لينقلوها من جيل إلى جيل.

*من غريب القرآن الكريم
السجّيل: حجر وطين مختلط، وأصله فيما قيل فارسي مُعَرَّب، قال تعالى: ﴿جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ (هود: 82)، والسجلّ قيل حجر كان يُكتب فيه ثم سُمّي كل ما يُكتب فيه سجلاً، قال تعالى: ﴿كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ (الأنبياء: 104) أي كطيّه لما كُتب فيه(1).

*من الشعر العربي
منذ عشرات السنين كتب الشاعر اللبناني إبراهيم اليازجي قصيدة (يقظة العرب) عاب فيها ما عليه العرب من استسلامٍ للذلّ ورضىً بالهوان، فنبّه أمته ودعاها إلى النهوض من غفلتها، ودعاهم في خاتمة المطاف للنهوض وقتال العدو. ومما قاله في قصيدته:

تَنَبَّهُـوا وَاسْتَفِيقُـوا أيُّهَا العَـرَبُ فقد طَمَى [ارتفع] الخَطْبُ حَتَّى غَاصَتِ الرُّكَبُ
فِيمَ التَّعَلُّـلُ بِالآمَـال تَخْدَعُـكُم وَأَنْتُـمُ بَيْنَ رَاحَاتِ القَنَـا سُلـبُ [مشتّتون]
كَمْ تُظْلَمُونَ وَلَسْتُمْ تَشْتَكُونَ وَكَمْ تُسْتَغْضَبُونَ فَلا يَبْدُو لَكُمْ غَضَـبُ
أَلِفْتُمُ الْهَوْنَ [الذلّ] حَتَّى صَارَ عِنْدَكُمُ طَبْعَاً وَبَعْـضُ طِبَـاعِ الْمَرْءِ مُكْتَسَـبُ
وَفَارَقَتْكُمْ لِطُولِ الذُّلِّ نَخْوَتُـكُمْ فَلَيْسَ يُؤْلِمُكُمْ خَسْفٌ [ظلم] وَلا عَطَـبُ [هوان]
فَشَمِّـرُوا وَانْهَضُوا لِلأَمْـرِ وَابْتَدِرُوا مِنْ دَهْرِكُمْ فُرْصَةً ضَنَّتْ [بخلت] بِهَا الحِقَـبُ
لا تَبْتَغُوا بِالْمُنَى فَـوْزَاً لأَنْفُسِـكُمْ لا يُصْدَقُ الفَوْزُ مَا لَمْ يُصْدَقُ الطَّلَبُ
خَلُّوا التَّعَصُّبَ عَنْكُمْ وَاسْتَوُوا عُصَبَاً [جماعات] عَلَى الوِئَـامِ وَدَفْعِ الظُّلْمِ تَعْتَصِبُ [تجتمع]


*من بلاغة أهل البيت عليهم السلام
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل دليله، والعمل قيّمه، واللّين أخوه، والرفق والده، والصبر أمير جنوده". وهذه الألفاظ كلها مستعارة، فالمراد من قوله صلى الله عليه وآله وسلم:
- "العلم خليل المؤمن": أنه يأنس به من الوحشة، ويسكن إليه في الوحدة.
- والمراد بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "والحلم وزيره"، أنه يقوى به على الأمور.
- والمراد بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "والعقل دليله"، أنه بالعقل يُهتدى في ظلم المشكلات، فهو كالدليل الذي يرشد الضال.
- والمراد بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "والعمل قيِّمه"، أن العمل يثقف ميله، فهو كالقيم الذي يأتي لمصالح ما يقوم عليه.
- والمراد بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "واللّين أخوه" أن الليّن يفيده مؤاخاة الإخوان ومخالطتهم.
- والمراد بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "والرفق والده" كالمراد بقوله: "واللين أخوه"، لأن الرفق يقبل إليه بالقلوب.
- والمراد بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "والصبر أمير جنوده" أن الصبر ملاك أمره، وبه تبلغ الآراب، فهو كأمير جنده الذي يقوى به على أعدائه، ويصل به إلى أغراضه وطلباته(2).

*من ذخائر الأدب
- كتاب "البخلاء" للجاحظ
يعدّ كتاب البخلاء من أشهر الكتب الأدبية التي كتبها الأديب العبّاسي الكبير الجاحظ. وقد صوّر في كتابه البخلاء الذين قابلهم في بيئته تصويراً واقعياً حسياً نفسياً فكاهياً، فأبرز لنا حركاتهم ونظراتهم القلقة أو المطمئنّة ونزواتهم النفسية، وفضح أسرارهم وخفايا منازلهم وأطلَعنا على مختلف أحاديثهم، وأرانا نفسيّاتهم وأحوالهم جميعاً، ولكنه لا يكرّهنا بهم لأنه لا يترك لهم أثراً سيئاً في نفوسنا.


 1- المفردات في غريب القرآن، الراغب الاصفهاني، بتصرف.
2- المجازات النبوية، الشريف الرضي، بتصرّف.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع