إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد

المرأة في الغـرب: حريّة ملغومة(*)

الإمام الخامنئي دام ظله

من مساوئ الحضارة المادية، ما قام به الغرب بحقّ المرأة. إنه جرمٌ كبير، لا يمكن محوه ولا يمكن تداركه، كما أن تبيانه ليس بالأمر السهل. خاصةً أنهم يطلقون على ذلك مسمّيات برّاقة كما على بقيّة أعمالهم.

*عناوين برّاقة
في الغرب يرتكبون الجرائم، ويُطلقون عليها حقوق الإنسان. يظلمون، ويطلقون عليه اسم مناصرة الشعوب. يشنّون الهجوم العسكري، ويسمّون ذلك دفاعاً. إنها طبيعة المدنيّة الغربيّة: الخداع، التزوير، النفاق، الكذب، التناقض في التصرفات والأقوال. وهو ما فعلوه في مسألة المرأة، وروّجوا لثقافتهم هذه، للأسف، في جميع أنحاء العالم.

لقد جعلت الحضارة الغربيّة إحدى أهم وظائف المرأة، التبرّج، وإبراز جمالها للرجال. حتى أصبح ذلك أمراً ملازماً لها في عالمنا اليوم، للأسف. ففي الوقت الذي يحضر فيه الرجال في أكثر المجالس الرسميّة، الاجتماعات السياسية وغيرها، بالبنطال الطويل والثياب المحتشمة، نجد أن ثياب النساء يغلب عليها عدم الاحتشام. فهل هذا أمرٌ عادي؟ وهل يتوافق ذلك مع الطبيعة البشرية؟ هل على المرأة أن تعرض نفسها أمام الرجال، ليسرّوا هم بذلك؟ وهل من ظلم أكبر من هذا؟

*حطّموا بثقافتهم حرمتها
إنهم يطلقون على هذا التبرّج وعدم الاحتشام اسم "الحرية" ويُطلقون على نقيضه اسم الأسر أو القيود! في حين أنّ احتجاب المرأة وحجابها، تكريم لها، واحترام وحُرمة لها. لقد حطموا بثقافتهم هذه الحرمة، وهم يمعنون في تحطيمها يوماً بعد يوم، مُطلقين على ذلك مُسمّيات عدّة. إن أولى النتائج السلبية لهذا الأمر، تلاشي العائلة، وتهاوي بُنيانها، وعندما يتزلزل بُنيان العائلة في أيّ مجتمع يتهاوى، وتتأصل فيه المفاسد.

*حضارة إلى زوال
من مشاكل الغرب اليوم، وفي هذا العصر، تلك القوانين الغبيّة والخبيثة التي يُقرّونها لكلا الجنسين. وهي تَسيرُ بهم نحو الهاوية ونحو الانحطاط. هم في معرض السقوط... وسواء شاءت المدنية الغربية أم لم تشأ، لم تعد قادرة على منع هذا السقوط، فالطريق زلق والمنحدر شديد. إنهم يسيرون نحو الهزيمة.
إن زوال الحضارات تدريجي كظهورها، وليس أمراً دفعياً وفورياً. وزوال هذه الحضارة قد بدأ، ولن يكون بعيداً عن أنظار هذا الجيل أو الجيل الذي يليه، بل سيرونه بأنفسهم.

*فاطمة عليها السلام حجَّة الله علينا
لقد وضع الله المتعال حدوداً لتكريم المرأة في القرآن الكريم. فالمرأة كالرجل عند الله تعالى. ولا فرق بينهما في طيّ المراتب المعنويّة والإلهيّة. لقد خلق الله تعالى امرأة هي السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام والتي وردَ عن المعصوم قوله: "نحن حُجج الله على خلقه، وفاطمة حُجّة الله علينا". فاطمة الزهراء عليها السلام حجة حُجّةِ الله، إمام الأئمة عجل الله تعالى فرجه الشريف. فهل من شخصية أسمى منها؟! هي عليها السلام معصومة وهي امرأة.

إنّ أعظم نساء العالم: السيدة مريم، سارة، آسية وغيرهُنَّ، كُنّ عظيمات، ومن أفضل خلق الله. إذاً الإنسان هو من يسير على طريق التكامل والتعالي، فلا فرق بين الرجل والمرأة في الحقوق الاجتماعية، والحقوق الشخصيّة والفرديّة.

نعم، لقد أعطي للمرأة بعض الامتيازات في بعض المسائل الشخصية والخاصة. وكذلك للرجل. وذلك طبقاً لِما تقتضيه طبيعة كلّ منهما. هذا هو الإسلام.. إنه الأمْتن والأكثر منطقاً وواقعية بين القوانين وكل الحدود الموجودة.

يجب السّير في هذا الطريق، طريق الإسلام، إلى نهايته، ومن أهم أُسس الإسلام، تشكيل العائلة، وحفظ حرمة العائلة وإفشاء الأنس والمودة بين أفرادها. وهذا ما تتولاه ربّة البيت. إن تربية الأم لأولادها ليس كالتربية على مقاعد الدراسة، بل هو في التصرّف، والكلام، بالعاطفة والملاطفة، بغناء الأم لأولادها وهدهدة ما قبل النوم. الأم تربي في أولادها نمط حياة وأسلوب عيش فكلّما كانت المرأة أصلح، وكلّما كانت أعقل وأذكى، كلّما كانت تربيتها أفضل. لذلك ينبغي وضع خطط وبرامج، من أجل رفع مستوى الإيمان، ومستوى العلم والذكاء لدى النساء.

*التدبير الأسري عمل مهم
من أهم وظائف المرأة، التدبير المنزلي. الجميع يعلم أنني أؤمن بعمل المرأة في المجالات الاجتماعية والسياسية. طبعاً، لا مشكلة في ذلك. ولكن ليس على حساب التدبير المنزلي، فهذا خطأ. التدبير المنزلي ورعاية الأسرة عملٌ عظيم ومهم، وهو عمل حسّاس، وبنّاء للمستقبل، فإنجاب الأطفال جهاد عظيم.
ولعل إنجاب الأبناء من أهم أشكال الجهاد في حياة المرأة, وهو في الحقيقة امتياز أعطاه الله لها. فهي التي تتحمل مصاعبه وآلامه، وقد منحها الله تعالى وسائل ولوازم تربية الأطفال، وهو ما لا يملكه الرجل. أعطاها الله الصبر والتحمّل، ومنحها العاطفة والإحساس، والقدرة الجسدية لذلك. في الواقع إنها موهبة للمرأة. فإذا لم نغفل عن هذا الأمر سنتقدّم إلى الأمام.

اليوم، احترام المرأة وتكريمها مسألة ينبغي أن تكون محطّ اهتمام وعناية خاصة. على الرجال بشكل عام، سواء كانوا آباء، إخوة أو أزواجاً، أو غير ذلك، أن يتصرفوا مع المرأة بكلّ احترام ومحبّة إلى جانب مراعاة النجابة والعفة. وهذا يحتّم وضع الخِطط والبرامج من أجل الحفاظ على كرامة المرأة، وواجبات المرأة، وأيضاً واجباتنا تجاه المرأة.


(*) بمناسبة ذكرى ولادة سيدة نساء العالمين "فاطمة الزهراء عليها السلام"، 1/5/2013.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع

الاسلام عين الصواب

amena aafarani

2014-04-11 05:50:13

تأكيدا على كلام السيد الخميني قدس سره فاننا نجد ان معظم المشاكل الاجتماعية انما سببها عائلة غير صالحة لذلك كانت للمرأة دور عظيم في صلاح المجتمع اوفساده