نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

ثقافة الشهادة



قبيل اجتياح إسرائيل لجنوب لبنان عام 1982، وفيما جميع المراقبين كانوا يتوقعون ويراقبون بدء الاجتياح لحظة بلحظة، كان بعض الشباب الغيارى يهتفون للجهاد ضدّ هذا العدو اللئيم.
وبينما كانت الأعلام البيضاء ترتفع خوفاً وذلاً على أسطح أكثرية البيوت، كان الدم الحسيني يغلي في صدور كربلائيين لم يتمكّنوا من نصرة الحسين عليه الصلاة و السلام في 61 للهجرة فقرّروا أن يلبّوا نداء إمامهم حاضراً.

 

إنّ هؤلاء الذين هاموا بعشق رجل كربلائي أصيل ونداءاته الحسينية الغاضبة ذلك هو إمام الثوار وإمام الاستشهاديين الإمام الخميني قدس سره.
إنّ هؤلاء وحدهم قرّروا المضي في "ثورة انتصار الدم على السيف" وحدهم كانت تدوي دماؤهم بمقالة إمامهم: "إنّ خطنا هو خطّ الشهادة الأحمر".
هؤلاء الذين شردوا وسجنوا وعذّبوا ﴿الذين قالوا ربنا الله ثمّ استقاموا – هؤلاء كانت – تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا﴾. 

هؤلاء الذين كانوا من ﴿رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا.
هؤلاء الذين كان بعضهم لا يعرف ذووهم ولا أقرباؤهم بجهادهم إلاّ بعيد استشهادهم. وبعض منهم الآخر لا يملك إلاّ ثوباً واحداً يغسله وينتظر حتّى يجف ليلبسه من جديد، ويتوجّه للقاء "صافي".
هؤلاء الذين كانوا مصداق قوله تعالى: ﴿وكانوا قليلاً من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون .


أخوتي إنكم لا تدرون من هؤلاء؟ إنّ الصخور لتشهد على أنينهم ونجواهم آناء الليل وأطراف النهار. وتشهد مواقع الرصد على تهجدهم، والوديان كانت وحدها تسمع أدعيتهم.
إنّ هؤلاء هم الذين كانت تتشظّى أجسادهم عشقاً وشوقاً إلى رؤية محبوبهم فتركوا من أجله الدنيا والعيال والصحب والزخارف العابرة.
إنّ الذين سكروا من خمرة الخميني قدس سره وحدهم اختاروا العمليات الاستشهادية ومواجهة الشهادة ببسمات عامرة وقلوب مطمئنة مستبشرة فرحة بما آتاها الله.
أحبّتي، إنّ هؤلاء هم من أزاح الله بهم العذاب المطبق على أمّتنا وأتاحوا لنا فرصة لتذوّق طعم العزّة والكرامة والحرية.
 

هؤلاء هم الذين مرغوا أنوف جيوش الاستكبار الغازية بالعار والهزيمة.
هؤلاء هم الذين أصبحوا حجة على جميع المسلمين والعلماء في العالم وإذا "كان مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء" فإنّ دماء هؤلاء هي التي أعطت لهذا المداد هذا الفضل بل إنّ هذا المداد كان هنا واستثنائياً هو المداد الذي منه استمدت ريشة علماء كثر قداسة الكلمة الإلهية لتكون الكلمة الشاهدة الشهيدة.
 

أخوتي، إنّ الذي يفصل بيننا وبين هؤلاء هو هذا الصنم الذي نعبده من دون الله أنفسنا التي طال سجودنا في محرابها من دون الله حتّى بتنا لا نفقه ما معنى ﴿اخلع نعليك إنّك بالواد المقدّس طوى ولا معنى ﴿وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى.
أخوتي، إنّ الحبل الذي اشتد بين أنفسنا والدنيا أصبح من الوثاقة بحيث لا يقطع إلاّ بالشهادة.
 

وهؤلاء الذين تقطعوا بالحب إرباً هم الذين رسموا لنا خطّ الثقافة ثقافة الشهادة والحياة عند ربّ الحياة لنتذوق من مائدة النظر إلى المحبوب ما نشاء.
إنّهم على التوالي: الشيخ مطهري، والدكتور شمران، والسيد الصدر، والشيخ راغب، وأحمد قصير، وأبو زينب، وهيثم وأسعد، وأبو رائد، والسيد عباس الموسوي، وأبو علي رضا ياسين، وكثير ممن وصلوا، هؤلاء جميعاً بالانتظار مستبشرين، فمن يكون اللاحق؟!

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع