صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

الإمام الخميني وطريق تهذيب النفس


أضحى الإمام الخميني سلام اللَّه عليه منارة مضيئة وسط البحر الهائج للتيارات الفكرية والسلوكية بفضل الحجة الكبرى التي ألقاها على محبيه وأتباعه بتجسيده لكل المعارف الأصيلة التي صدع بها رسول رب العالمين صلى الله عليه وآله وسلم ودافع عنها الأئمة الأطهار عليهم السلام، ومن خلال ما بينه على رؤوس الأشهاد من فوارق أساسية بين الطريق الأصيل والطرق الضالة والمنحرفة والمائعة..
فقد كان أكبر همه طوال حياته الشريفة حياة الإسلام ورجوعه إلى متن حياة المسلمين. ولم تكن ثرته الكبرى إلا سعياً عظيماً في هذا الاتجاه، كشف بها دجى ليالي القرون الغابرة وأظهر عظمة الإسلام الواحد الذي لا انفصال لأجزائه وأبعاده.

 

وينبغي أن نعترف بكل صراحة أن كثيراً مما أظهره الإمام وتحدث عنه في حياته المليئة بالمواقف العظمى بقي مجهولاً بالنسبة لنا لأسباب عديدة، لعل بعضها يعود إلى تنوع اللغات "فارسية وعربية " وقلة الترجمة، وتقصير البعض في التمسك بهذه الحجة الباهرة التي سطعت على رؤوس الأشهاد وملأت كل أرض ومهاد.
ومن الإنجازات العظيمة لهذا الإنسان الرباني بيان الصورة الشاملة والواضحة لطريق تهذيب النفس في عالم الإسلام، وإبراز التعاليم الأخلاقية البناءة لهذا الدين الحنيف، ولئن كان من العلماء من سبق الإمام زمانا في الحديث عن هذه التعاليم الأخلاقية، لكن الإمام ورغم أنه أعاد الكثير مما كتب إلى الأذهان، إلا أن أهم ما في الأمر هو هذا الربط الرائع والمزج الدقيق بين التعاليم الأخلاقية وسائر المعارف الإسلامية، بل وكل شؤون الحياة الإنسانية وأبعادها.
 

لقد تميّز الإمام رضي الله عنه بالربط الرائع والمزج الدقيق بين التعاليم الأخلاقية وسائر المعارف الإسلامية، بل وكل شؤون الحياة الإنسانية وأبعادها.
لقد أعاد الإمام للأذهان صورة الإمام المعصوم الذي إذا تحدث فإنه يعطيك الإسلام كله، وإذا تحرك فإن تيار الإسلام العظيم يسير معه بحركة متناغمة شاملة تهز جميع أركان وجود الإنسان.
وفي المقابل وقع بعض الذي قرأوا فكر الإمام السلوكي انطلاقاً مما عرفوه عن القدماء بأخطاء كبرى. فلم يميزوا ما بين التفاصيل والوحدة الكلية الجامعة وبتعبير آخر قرأوا مفرداتٍ من المفاهيم الأخلاقية للإمام، ولما وجدوها غير متمايزة عما كتبه علماء الأخلاق السابقون (الابنزر يسير أحياناً )، عمموا نهج السابقين على الإمام ولم يكتشفوا النهج المستقل للإمام الخميني "قدس سره الشريف ".
 

ومن جهة أخرى لما رأوا الإمام يقدس العلماء السلف ويدعو إلى قراءة كتبهم ويثني عليهم وعلى جهودهم، ظنوا أن الإمام إنما يؤيد كل ما ورد عنهم جملة وتفصيلاً.
ولو تتبع المتتبع الحصيف كل كلمات الإمام وكتبه لوجود فيها الكثير من الانتقادات والآراء العلمية المخالفة، حتى أنه رضوان اللَّه عليه يشكل على الشيخ الأكبر ابن عربي صاحب المقام الشامخ في العرفان النظري، مع اعترافه بنبوغه وفرادته التي أشار إليها في العديد من المواضع، وينقض له الكثير من آرائه ومعتقداته.
الأصل الأول عند الإمام في طريق تهذيب النفس هو التوحيد والمعارف الإلهية وقطع جذور الكفر والشرك وهو الهدف الأسمى للأنبياء العظام والكتب السماوية وخاصة القرآن الشريف الجامع.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع