الشيخ علي حجازي

الثواب والعقاب أسلوبان تربويّان، يحملان الخير والصلاح للتلميذ، كما ويحملان الفساد إذا أُسيء استعمالهما. وفي هذه المقالة محاولة لتبيان بعض المسائل الشرعيّة حول تأديب التلميذ، من خلال العقاب، ويُترك للثواب مكان آخر. مع نصيحة لكلّ أستاذ أن يكون كالوالد الرحيم، يغفر للتلميذ جهله، ولا يعاجله بالعقوبة.

1 - إهانة التلميذ:
لا يجوز للمعلّم أو غيره إهانة التلميذ وتحقيره، وإطلاق الكلام المؤذي له، فلا يجوز نعت التلميذ بالمعاق، أو الفاشل، أو أنت لا تستحقّ أن تكون بين البشر، أو اذهب واعمل في ورشة أفضل لك من أن تهدر وقتك في الصفّ, إذا أوجب الإهانة والأذيّة, أو أن يقول له: يا بقرة، أو يا قرد، أو ما شاكل ذلك، كما ولا يجوز إيقافه أمام اللّوح أو الحائط إذا كان فيه إيذاء أو ضرر عليه، أو كان موجباً لإهانته.

وإذا كان عند التلميذ مشكلة في الدرس فليتعامل معه على أساس قوانين التعليم التي تحفظ للتلميذ كرامته وشخصيّته.

2 - تخويف التلميذ:
لا يجوز تخويف التلميذ بما يؤذيه ويسبّب الضرر النفسيّ أو البدنيّ له، وهذا فعل حرام.

3 - حرمان التلميذ من الدرس:
لا يجوز حرمان التلميذ من الدرس، فلا يجوز إخراجه خارج الصفّ أثناء الحصّة التعليميّة، أو منعه من الاستماع إلى الدرس بإيقافه في ركنٍ – مثلاً – لا يسمع صوت المعلّم منه، وذلك إذا كان فيه تضييع لحقّه في الدرس.

4 - إهمال بعض التلامذة:
لا يجوز للمعلّم أن يعتني بتلامذة ويهمل آخرين، لأنّ وظيفته إعطاء الدروس للجميع، كما لا يجوز التعامل بمزاجيّة مع تلاميذه. كما أنّ المعلّم ملزَم بأن يشرح للتلميذ ما لم يفهمه، ومن حقّ التلميذ أن يسأل لو لم يفهم الشرح. والمعلّم ملزم بإعطاء الدرس حقّه من الشرح والبيان طبقاً للنظام العليمي المقرّر، وهذا حقّ لكلّ تلميذ في الصفّ، وليس لبعضهم دون بعضهم الآخر.

5 - دخول المرحاض:
لا يجوز منع التلميذ من دخول المرحاض بما يؤدّي إلى تبلّل ثيابه بالبول، وإذا كان هناك مشكلة في سلوكه فهناك طرق كثيرة لمعالجتها، ولو بالاستعانة بالأهل.

6 - ضرب التلميذ:
لا يجوز للمعلّم وغيره أن يضرب التلميذ، إلّا مع توفّر شروط عديدة، لا بدّ من وجودها جميعاً، فلو اختلّ شرط واحد منها لا يجوز ضربه. وهذه الشروط هي:
1 – أن يكون للتأديب، فلا يجوز لأيّ سبب آخر (كفشّة الخلق).
2 – أن يكون التلميذ متعمّداً لخطئه المعتدّ به، فلو لم يكن متعمّداً (كأن كان جاهلاً أو غافلاً أو مكرَهاً..) فلا يجوز ضربه.
3 – أن يكون قاصداً للعودة إلى هذا الخطأ، فلو علم المعلّم أنّ التلميذ لن يعيد الخطأ، لا يجوز ضربه.
4 – أن لا يمكن تأديبه بطريقة أخرى ناجعة غير الضرب، فإن أمكن تأديبه بغير الضرب فلا يجوز ضربه.
5 – أن لا يكون بالغاً، فلا يجوز الضرب التأديبي للبالغ.
6 – إذن وليّ التلميذ، فلا يجوز ضرب التلميذ إلّا بإذن وليّه، ووليّه هو أبوه أو جدّه لأبيه.
7 – الرجوع إلى ما نصّ عليه القانون اللازم مراعاته بهذا الصدد.
8 – احتمال التأثير.
9 – يلزم مراعاة الأيسر فالأيسر.
10 – أن لا يكون الضرب مضرّاً بالتلميذ، فلو سبّب الضرب الاحمرار أو الاخضرار أو الاسوداد وما فوق، فيكون حراماً غير جائز، وتجب الدية معه.

7 - الدية:
إذا تضرّر التلميذ بالضرب (سواء أكان ذلك عمداً أو خطأً) فتجب الدية، ولا تسقط بمسامحة الأب أو غيره، ولا تبرأ ذمّة المعلّم إلّا بدفع الدية من قِبَله أو من غيره. نعم إذا بلغ التلميذ راشداً تصحّ منه مسامحة معلّمه، فتسقط الدية عنه. وهنا بعض الديات:

نوع الضرر
دية ضرب الوجه أو الرأس
دية ضرب باقي البدن

اسوداد
21.60غ من الذهب الأعلى
10.80غ من الذهب العيار الأعلى

اخضرار
10.80غ من الذهب الأعلى
5.40غ من الذهب العيار الأعلى

احمرار
5.40غ من الذهب الأعلى
2.70غ من الذهب العيار الأعلى


8 - الضرب أمام الناس:
يجوز ضرب التلميذ أمام الناس إذا لم يترتّب عليه مفسدة (كالهتك والإهانة) وإلا فلا يجوز.

9 - العقاب الجماعيّ:
لا تجوز معاقبة المجموع مع فعل تلميذ لشيء، ولم يُعرف الفاعل، فلا يجوز معاقبة إلّا المخلّ فقط، حسب مقرّرات المدرسة، وضمن الشروط السالفة الذكر.