صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

تربية: طفلي لا ينام (2/1)

داليا فنيش(*)

طفلي يبلغ من العمر سنتين ولا ينام الليل، يبقى ساهراً، يملأ البيت صراخاً فظيعاً مع العلم أنه بصحة جيدة. وأظل ساهرة معه رغم التعب والإرهاق والتوتر الذي ينتابني جرّاء الحرمان من الراحة حيث يرفض صغيري النوم. ماذا أفعل؟ أرجوكم أريد حلاً قبل أن أفقد عقلي.

يعتبر النوم واحداً من المشاكل الشائعة لدى الأطفال حديثي الولادة والصغار, فقد يعاني الطفل من صعوبة النوم ليلاً واستدعاء الوالدين دوماً إليه، أو أنه في بعض الحالات، يشعر بالخوف من النوم وحده. وهذا القلق ناشئ عن شعوره بالبعد عن الأم أو الوالدين, وهي حالة طبيعية لدى الصغار.

*اضطرابات النوم

النوم هو من الأنشطة الأكثر أهميّة التي يقوم بها الطفل في حياته، فهو مفيد لصحته ولنموه. ومع العلم أن جسم الإنسان يفرز الهرمونات التي تحفّز النوم ليلاً، فإن معظم الأطفال يعانون من صعوبات أو اضطرابات في النوم. وعليه, تنقسم اضطرابات النوم عند الأطفال إلى:

أ - اضطرابات النوم الأولية وتشمل: الأرق, فرط النوم, اضطراب مواعيد النوم واليقظة. وتؤدي هذه الاضطرابات إلى الشعور بالتعب والإرهاق, وفقد القدرة على التركيز, وسرعة الانفعال والقلق.
ب - اضطرابات النوم الثانوية وتشمل: الكابوس, فزع النوم, المشي أثناء النوم.


*لماذا نهتم باضطرابات النوم؟

يوضح الأخصائيون أن لكل إنسان وفي كل مرحلة عمرية دورةَ نوم واستيقاظ معيّنة، ينام خلالها من 90 إلى 120 دقيقة (في الليل) بعدها تكون هناك حالة من اليقظة البسيطة، ثم يعود إلى حالة النوم العميق من 90 إلى 120 دقيقة وهكذا دواليك. والأطفال كالبالغين، ينامون بنفس هذا النظام بحيث ينام الطفل ساعة ونصف أو ساعتين ثم يتحرك في حالة كأنها اليقظة في سريره أو يظهر مظاهر من عدم الراحة، فيبكي قليلاً أو يبحث عن مصاصته وغيرها. وعدم إدراك ووعي الأم لمثل هذه الدورة من النوم واليقظة يجعلها تفسّر حركات الطفل بشكل غير صحيح فتسرع لإخراجه من السرير، أو إعطائه الطعام، أو تضيء نور الغرفة ما يقطع دورة اليقظة والنوم عنده فيصعب عليه مواصلة النوم, وبذلك تكون الأم أو الأب سبب استيقاظ الطفل.

إنّ مشاكل واضطرابات النوم شائعة لدى الأطفال. ومعظمها يحدث بشكل آني وليس خطيراً، وتتحسن الاضطرابات مع الوقت ومن تلقاء نفسها. وإذا لم تتحسن فلا بد من الاهتمام بها جدياً، فربما يكون هناك سبب عضوي أو ذهني من ورائها.


*كيف ينام الطفل حتى عمر الثلاثة أشهر؟

يكون نوم الطفل غير منتظم في فترة بعد الولادة، إذ تتراوح ساعات نومه بين 18 و20 ساعة, ولكن بشكل متقطّع، فلا يميّز الرضيع في الأسابيع الأولى بين الليل والنهار. فتارة يستيقظ طلباً للغذاء لأن إحساس الجوع جديد عليه وقد يستيقظ كل ثلاث أو أربع ساعات ومن العبث محاولة تغيير نمط نومه لأنه سوف ينظم أوقات يقظته ونومه بمفرده وهنا يبدأ الصراع مع الأم, التي لا تعرف أن هذه المشاكل قد يكون سببها:

1 – الجوع: استيقاظ الطفل ليلاً وبكاؤه أو صراخه المتواصل يمكن أن يكون مؤشراً على كونه جائعاً وأن كمية الطعام التي تناولها قبل النوم لم تكن بالكافية.
2 - شعور الطفل بالألم، إما لوجود غازات في بطنه أو لألم عضوي آخر كوجود مشاكل في التبرز والإفراغ قد تسبّب الشعور بعدم الراحة والألم الذي يعبّر عنه بالبكاء والصراخ وعدم القدرة على النوم.
3 - الظروف المحيطة بالطفل لها تأثير كبير على مدى راحته وتواصل نومه، فإذا كان نومه في محيط غير هادئ فهو لا يشعر بالأمان أو إذا كان الجو بارداً أو حاراً أو كان النوم في مكان مظلم جداً أو العكس فقد يفقد الطفل القدرة على النوم بشكل متواصل وبشكل عميق.
4 – إذا كانت الأم تتناول بعض المنبهات أو الأدوية فقد تسبب للطفل الرضيع الأرق لأنه يصله في حليب الأم عبر الرضاعة.
5 - عدم نظافة الطفل وبلل ملابسه وحفاضاته قد تزعجه وتؤرق منامه.


*عليكِ تأمين راحته

حتى يشعر الطفل بالراحة وينام عليكِ أيتها الأم القيام بهذه الخطوات:
1 - إذا كان طفلك مستيقظاً، فحفّزي انتباهه وتواصلي معه ليميّز فترات النوم عن فترة الاستيقاظ، أما إذا نام خلال تناوله الطعام أو بينما تحملينه، فضعيه في المكان المخصّص لنومه، وبذلك تساعدينه على ربط النوم بالمكان المخصص له.
2 - قد يساعد التقميط على تهدئة طفلك، خلال الأسبوعين الأولين أو الأسابيع الثلاثة الأولى. ولكن، لا تقمطي طفلك بعد أن يبلغ الشهر الأول من العمر لأنّك قد تقيدين حركته.
3 - يحفّز التقميط بعض الأطفال على النوم، لكن لا يستمتع به البعض الآخر.
4 - خلال الشهور الثلاثة الأوَل يعاني الأطفال كثيراً من نوبات مغص، في هذه الحالة قد يساعده المشي به ورأسه على كتفك.

*الأطفال من عمر ثلاثة إلى ستة أشهر

يبدأ الطفل بالتدريج في التمييز بين الليل والنهار فتطول عنده مرحلة النوم الليلي وتطول فترات اليقظة والهدوء أثناء النهار ولكن الأمر لا يخلو من المصاعب خاصة أنه قد يبكي كل يوم في الساعة نفسها، وبشكل دائم ويسمّي البعض ذلك "بكاء المساء" أو "بكاء آخر النهار" وهذا البكاء في الغالب غير مرتبط بآلام الطفل ولكنه ناتج من التغيرات الطارئة على نظام النوم واليقظة. فعلى الأم خلال هذه الفترة أن تساعد طفلها تدريجياً على التمييز بين وقت النوم ووقت اليقظة وذلك بوضعه في الفراش حينما يشعر بالنعاس، وتجلس معه وتداعبه وتغمره بحنانها في ساعات اليقظة. وبفضل مساعدتك للطفل على إدراك الليل والنهار يبدأ الطفل بعد الأسبوع الرابع أو الخامس بتطوير نمط نومه لينام في الليل أكثر من النهار. ولكن الطفل في بادئ الأمر لا يستطيع التميز بين الليل والنهار.

لذلك، يمكنك مساعدة الطفل على النوم خلال فترة الليل عن طريق:
1 – وضع طفلك عند النوم في غرفة مظلمة ليلاً كي يشعر أن الليل يختلف عن النهار.
2 – تعليم طفلك أن أوقات الرضاعة ليست كلها صالحة للّهو وذلك عن طريق:
أ - اتّباع طقوس مختلفة باختلاف أوقات الرضاعة؛ فعند إرضاع الطفل ليلاً اجعلي الأنوار خافتة من حولك وأعيدي طفلك إلى سريره فور انتهائه من الأكل.
ب - بدّلي حفاضاته ليلاً بسرعة.
ج - عند إطعامه أثناء النهار، تأكدي من أنه مستيقظ تماماً، تكلّمي معه وداعبيه، سيساعده ذلك على أن يحفظ قسطاً من نومه للّيل.
3 - إذا لم يهدأ طفلك ويستقر بالرغم من جميع هذه الجهود التي بذلتها، فيمكنك إعطاؤه (مصاصة) لمساعدته على الاستغراق في النوم. وضعي في اعتبارك أنه إذا استيقظ ولم يجدها، فقد تعودين من حيث بدأت.
4 - لا تتحمسي للبدء بالأطعمة الصلبة قبل أن يصبح طفلك مستعداً للانتظام في نومه. ويفضّل البدء للأطفال الرضّع بالأطعمة الصلبة بعد بلوغهم من العمر ستة أشهر.
5 - احرصي على عدم بقاء طفلك مستيقظاً لوقت متأخر جداً، فالإنهاك يصعّب النوم عليه.

أما إذا كان طفلك أكبر من ستة أشهر، فسنعرض مشكلته وبعض الإرشادات في المقال القادم.


(*) مختصة تربوية.
أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع

طفلتي طلعت روحي

Amal

2015-10-31 03:19:48

صار عمرها سنة وشهرين وتتعبني كتير بمشكلة نوم علما أنها تنام ساعه بعد الظهر فقط ووقت الليل لاتحب ولا تريد أن تنام وتصرخ حينا أضعها بالسرير والمشكله مابس تنام الا بعد الفجر وأيضا تريدني أن احملها واهزهها